تاريخ نشر الخبر :03/05/2023
*(3) جلسات و(6) أوراق عمل في اليوم الأول للندوة
* الأستاذ الدكتور عبدالله أمبوسعيدي: مجالسِ أولياءِ الأمور ِنافذة تُطلُّ من خلالها الوزارةُ على الشّراكةِ المجتمعيةِ
*شريفة الشيزاوية: لمجالسُنا مبادرات تربوية تهتمُ بتنميةِ المواهب والقدرات الطلابية
* الشيخ محمد الكندي: علينا العمل بشكل جدي لدعم هذه المجالس لجعلها أكثر فعالية في خدمة العملية التعليمية
رعى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام صباح اليوم (الأربعاء) افتتاح أعمال ندوة مجالس أولياء الأمور "شراكة مجتمعية وأدوار ريادية في التعليم"، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وعدد من أصحاب المعالي، والسعادة المحافظين، والوكلاء، والولاة، وجمع من أولياء الأمور، والمهتمين بهذا الجانب، وذلك بالقاعة الكبرى بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
تظافر الجهود
بدأت أعمال هذه الندوة بكلمة الوزارة ألقاها سعادة الأستاذ الدكتورعبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم، قائلاً: "إن مفهومَ الشراكةِ المجتمعيةِ يرتكزُ على الاستفادةِ من كافةِ الخبراتِ والمهاراتِ، التي يمتلِكُها أفرادُ المجتمعِ المحلي؛ لتحقيقِ الأهدافِ المبتغاةِ من خلالِ تظافرِ الجهودِ وتكامُلِها باستخدامِ الطرقِ والوسائلِ؛ التي تكفل التواصلَ مع كافةِ شرائحِ المجتمعِ، وهو أمرٌ سعتْ إليهِ وزارةُ التربيةِ والتعليمِ؛ لتأطيرِه منذُ بلورةِ مفهومِ المدرسةِ الحديثةِ، إيماناً منها بأنَّ تحقيقَ أهدافِ العمليةِ التعليميةِ قائمٌ على تكاملِ الدورِ الرياديِّ بين الأسرةِ والمجتمعِ من جهةٍ، والمدرسةِ من جهةٍ أُخرى؛ بهدفِ تنشئةِ الطالبِ التنشِئَةَ السليمةَ، وترسيخِ القيمِ، والجوانب الإيجابية، في نفوسِهم، وصقلِ شخصياتِهم، وتنميةِ قدراتِهم ومواهبِهم، وإظهارِ مهاراتِهم في مختَلفِ المجالات، فالشَّراكَةُ المجتمعيَّةُ مفهومٌ متأصلٌ في هذا البلدِ العزيزِ، وليسَ أدلَّ على ذلكَ من تبنِّي المشاركةِ المجتمعيةِ في إعدادِ "رؤية عمان 2040" التي قادَها مولانا حضرةُ صاحبَ الجلالةِ السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه
الله ورعاه- وتأكيدِهِ الدائمِ على أنَّ تنفيذَ رؤيةِ عمان 2040 مسؤوليةٌ مشتركةٌ يجبُ تظافرُ الجهودِ كافةً من أجلِ تحقيقِ أهدافِها المرجوَةِ، كما أكَّدَ مولانا المعظم- أعزّهُ اللهُ- على أهميةِ الدورِ الذي ينبغي أن تؤدّيه محافظاتُ سلطنةِ عمانَ في مختلفِ جوانبِ الحياة".
نقلة نوعية
وأشار سعادته بقوله:" إنَّ تجرِبةَ مجالسِ أولياءِ الأمورِ وتطورَها في سلطنةِ عمان، تعدُّ إحدى النوافذِ التي تُطلُّ من خلالها الوزارةُ على الشّراكةِ المجتمعيةِ، وهي تجرِبةٌ جديرةٌ بالدراسةِ والاهتمامِ، إذ تطورت بما ينسجمُ وتطلعاتِ النظامِ التعليميّ ومستجداتِه بدءاً من مجالسِ الآباءِ والأمهاتِ في المدارسِ ضمنَ اللائحةِ التنظيميةِ لمدارسِ التَّعليمِ العامِ وصولاً إلى صدور لائحةٍ مستقلةٍ لمجالسِ أولياءِ الأمورِ، بالقرار الوزاري رقم (120/2019)، وقد كانَ هذا التطورُ بمثابةِ نقلةٍ نوعيةٍ في مراحلِ تطورِ المجلسِ، حيث تم تغيير مسمى هذهِ المجالسِ من "مجالس الآباءِ والأمهاتِ" إلى "مجالس أولياء الأمور"، وما صاحب ذلك من تطوير في الهيكلة، والخطط، والبرامج التنفيذية، المرتبطة بهذه المرحلة، وهي نتيجةٌ حتميةٌ لتوسع الدورِ التربوي وتطورِ الفكرِ المعاصرِ؛ ليصبحَ بذلكَ أكثرَ شموليةٍ ومواءمةٍ مع المتغيرات الحاصلة، والانفتاحِ الذي يشهدُه العالمُ في مختلفِ الثقافاتِ، ويتجاوب مع التحدياتِ المعاصرةِ المرتبطةِ بالعولمةِ، والتّطورِ التقنيّ، وتأثيراتِه المباشرةِ على الجيلِ الناشئِ من الشبابِ العماني، كما شهدَ هذا التطورُ نقلةً من حيثُ وجودِ مجلسين لأولياءِ الأمورِ أَحدَهُما على مستوى المدرسةِ، والآخرُ على مستوى الولايةِ برئاسةِ سعادةِ والي الولايةِ وعضويةِ عددٍ من ممثلي المؤسساتِ الحكوميةِ والخاصةِ، وأفرادِ المجتمعِ المحلي، فضلاً عن المؤسساتِ الأهليةِ لتجسِّدَ الشراكةَ المجتمعيةَ في التّعليم".
تمكين وتفعيل
واختتم سعادة الأستاذ الدكتورعبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم في كلمته بالتأكيد على أهمية إقامة مثل هذه الندوات، قائلًا:" تأتي ندوةُ "مجالسُ أولياءِ الأمورِ: شراكةٌ مجتمعيةٌ وأدوارٌ رياديةٌ في التعليمِ" من أجلِ بناءِ الاتجاهاتِ الإيجابيةِ نحو أهميةِ التكاتفِ والشراكةِ المجتمعيةِ في العمليةِ التربويةِ، وإطّلاعِ رؤساءِ وأعضاءِ مجالسِ أولياءِ الأمورِ بالولاياتِ والمدارسِ على أفضلِ الممارساتِ العالميةِ والمحليةِ في تفعيل مجالسِ أولياءِ الأمورِ، من أجلِ تمكينِهم في تفعيلِ الشراكةِ الحقيقيةِ بين المؤسّسةِ التعليميةِ والمجتمعِ، وبين المدرسةِ والأسرةِ.، إذ يشارك في أعمالها ما يزيد عن خمسمائة وثمانين (580)مشاركٍ يمثلونَ مجالسَ أولياءِ أمورِ ولاياتِ سلطنةِ عمانَ والمدارسِ الحكوميةِ والخاصةِ، بالإضافة إلى بعضِ المؤسساتِ الحكوميةِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِ، وممثلينَ عن بعضِ الأنديةِ الرياضيةِ، وجمعياتِ المرأةِ العمانيةِ، وبعض مؤسساتِ إعدادِ المعلمِ، حيث يستعرضُ أربعةَ عشرَ متحدثاً آفاقَ الشراكةِ المجتمعيةِ من خلال أوراقِ عملٍ وجلساتٍ حواريةٍ متخصصة.
فكر جديد
تضمن حفل الافتتاح استعراض فيلم وثائقي جاءت فكرته من منطلق الشراكة المجتمعية بين الأهالي ودور الكتاتيب والأئمة في تعليم الأبناء وتنشئتهم على الدين والقيم والأخلاق الحميدة، منذ القدم، كما في عهد عمان الزاهر والنهضة المتجددة، تبنت هذه الشراكة فكر جديد تواكب تطورات العصر وانفتاح الطلبة على التقانة، وتوعيتهم وتنشئتهم على القيم العمانية الأصيلة.
حلقة وصل
بعده ألقت شريفة بنت محمد الشيزاوية رئيسة مجلس أولياء الأمور بمدرسة الطريف للتعليم الأساسي للصفوف (5-9) بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، كلمة مجالس أولياء الأمور، قائلة:" نظرًا للأدوار المهمةِ التي تقومُ بها مجالسُ أولياءِ الأمور؛ كونها حلقةَ الوصلِ الفعلية التي يُعوّلُ عليها في مدِّ جسورِ التعاون والتكاتف بين المدارس والمجتمع، فقد أنشأت وزارةُ التربيةِ والتعليم في عام 2021م قسمًا مختصًا بدعم وتعزيز وتوجيه أدوارِ هذه المجالس، وهو قسم "تنمية العلاقة مع المجتمع"، في ديوان عام الوزارة. فالشكرُ الجزيل لجميع هذه الجهود، ونسألُ الله أن يعينَ المجالسَ على حسنِ الأداء، ورعايةِ برامجَ رائدة وهادفة ومنظمة لما فيه صالح أبنائِنا الطلبة".
مبادرات تربوية
وأشارت الشيزاوية إلى المبادرات التربوية والجهود التي يقوم بها مجالس أولياء الأمور بقولها:" قدمت مجالسُنا مبادرات تربوية مفيدة، تهتمُ بتنميةِ مواهب وقدرات الطلبةِ في الإلقاءِ والشعر، والرسم، والرياضة، والابتكار العلمي، والأشغال اليدوية وغيرها من المجالات، وذلك بالتعاونِ مع مؤسساتِ المجتمع المختلفة، مثل: الأنديةِ الرياضية، وجمعيات المرأة العمانية، ومؤسسات القطاع الخاص. وفي المجال التعليمي، تطوعت مجالسُنا بكل جدّ واجتهاد في تقديم الدعمِ للمجتمع المدرسي، وتشجيع الطلبةِ على القراءة، وعمل المنافسات والمسابقات العلمية بين الفصول، وتكريم المجيدين، ومشاركة المدرسة في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتثقيفية للطلبة، داخل المدرسة وخارجها، كما سعينا إلى تشجيعِ المجتمع على خدمة العملية التعليمية التعلمية، وتحفيز المدرسة على أن تكون مصدرَ إشعاعٍ في المجتمع، والكثير من الجهود التي لا يتسع الوقتُ لذكرها، فجميعنا يبذلُ جهودًا مخلصةً في مجالس
أولياء الأمور، لكن إن لم يكن لجهودِنا أثرٌ في خدمة أبنائنا الطلبة، فنحن بحاجةٍ إلى إعادةِ التفكير فيما نعمل، وكيف نعمل، ومن المهم أن نعملَ بأساليبَ حديثةٍ، تواكبُ الانفتاحَ التقني والفكري الذي يعيشه أبناؤنا الطلبة، ونحتاج للوعي باحتياجاتهم الحالية والمستقبلية، كذلك لا بدَّ لنا من عملٍ جماعي، ومبادرات تشاركية، تركزُ على الأبعادِ التربوية المطلوبة في وقتنا المعاصر".
شراكة مجتمعية
عقب ذلك قدم أوبريت مسرحي "من أجل شراكة مجتمعية" يحكي تطور التعليم في سلطنة عمان، وتتبع تطور الشراكة بين المجتمع، والمدرسة، وأهم الأعمال المشتركة بين المجتمع، والمدرسة لأجل تعزيز التكامل بين المجتمع المدرسي، والمجتمع المحلي بمختلف مؤسساته.
تجارب ونماذج رائدة
افتتحت جلسات الندوة بالجلسة الرئيسة بعنوان: مجالس أولياء الأمور، والأدوار الفاعلة لتعزيز الشراكة المجتمعية (تجارب، ونماذج رائدة) بثلاث أوراق عمل، حيث قدمت الدكتورة لمياء بنت عدنان الحاج من جامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان: الشراكة المجتمعية في التعليم بسلطنة عمان، والتطلعات الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040، وورقة عمل للدكتور عبدالناصر حسن محمد حشمة مستشار تعليمي بالمملكة الأردنية الهاشمية بعنوان: تجارب، ونماذج دولية في تفعيل مجالس أولياء الأمور، والشراكة المجتمعية، والورقة الأخيرة للأستاذ مرشد بن فياض الكويكبي من وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية بعنوان: تجارب، ونماذج محلية في تفعيل مجالس أولياء الأمور، والشراكة المجتمعية.
الأساليب والمتطلبات الفاعلة
وعنونت الجلسة الثانية بالتواصل المجتمعي من أجل تعزيز التعلم، والتعليم: الأساليب ومتطلبات الفاعلية، حيث بدأت الجلسة بورقة التواصل المجتمعي مع المدرسة: الأهمية والأساليب لسعادة الشيخ سعود بن محمد الهنائي والي ولاية المضيبي، واختتمت الجلسة الثانية بورقة عنونت بالتواصل المجتمعي الموجه نحو التعلم، والتعليم الفاعل للأستاذ الدكتور سعيد بن سليمان الظفري من جامعة السلطان قابوس.
جلسة حوارية
وقدمت في الجلسة الثالثة الحوارية ورقة عمل بعنوان استراتيجية التعاون والشراكة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسات القطاع الخاص قدمها أشرف بن سعيد الحربي من وزارة التربية والتعليم شارك في مناقشتها المهندس حمد بن سيف الحضرمي من شركة تنمية نفط، وسعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ محافظة شمال الباطنة، حيث تم مناقشة محاور: أهمية الشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية، ودور المؤسسات القطاع الخاص في خدمة المشاريع والبرامج التربوية المدرسية، ونماذج للشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص، والمدارس، والتحديات التي تواجه مؤسسات القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية في عقد شراكات فاعلة، ومتطلبات، ومقترحات تحسين فاعلية الشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص، والمدارس.
لنجعل المجالس أكثر فعالية
وحول أهمية إقامة هذه الندوة، قال سعادة الشيخ محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة: لمجالس أولياء الأمور دور مهم وكبير كما أن هذه الندوة جاءت في وقت ملائم لتؤطر بإطار حوكمي مناسب لأدوار مجالس أولياء الأمور والمجتمعات التعليمية بدءًا من وزارة التربية والتعليم وجميع مديرياتها ودوائرها والمدارس في مختلف محافظات سلطنة عمان، إلى جانب مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، كما أن التعليم له أبعاد كثيرة وآثار كبيرة على المجتمعات والحضارات، وجمع هذه المنظومات تحت إطار مجالس أولياء الأمور له أثر إيجابي وملموس في الفترات القادمة، لذا وجب علينا العمل بشكل جدي ـ لاسيما مع وجود التطور التقني والتكنولوجي ـ لدعم هذه المجالس وجعلها أكثر فعالية في خدمة العملية التعليمية وبناء الأجيال وتنشئتهم التنشئة الصحيحة.
قنطرة وصل
من جانبه قال سعادة سلطان بن هلال العلوي والي ولاية إزكي ورئيس مجلس أولياء الأمور بالولاية: تعد مجالس أولياء الأمور في مختلف الولايات قنطرة وصل بينها وبين المجتمع لإيجاد الوسائل الكفيلة لخدمة العملية التعليمية في هذه الولايات، ومن بينها التواصل مع أولياء الأمور، وتعزيز الطلبة وتطوير أدائهم من خلال التواصل مع المجتمع والمدارس ووضع المقترحات المناسبة والتواصل مع المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة لمناقشتها والخروج بالتوصيات الكفيلة وعرضها على وزارة التربية والتعليم بما يتناسب مع مرئياتها في خدمة العملية التعليمية.