أخبار محافظة الداخلية

مركز الاخبار

ندوة التراث الثقافي غير المادي تناقش عناصره ومجالات تطويره

تاريخ نشر الخبر :25/03/2019
تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظة الداخلية، نظمت مدرسة وادي قريات للتعليم الأساسي بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة الداخلية ندوة (التراث الثقافي غير المادي... تنمية مستدامة وإلهام مستمر) بحضور ممثلين من المؤسسات الحكومية المعنية بالتراث والسياحة والتربية والقطاع الخاص حيث جاءت الندوة مشاركة من المدرسة في فعاليات جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة. بدأت الندوة بكلمة مي بنت عبدالله البحرية مديرة المدرسة قالت فيها: إن الموروث الثقافي غير المادي الذي تنوع كاف لإلهامنا، حيث تنوعت صفاته وتعددت اتجاهاته وتشعبت طرقه لكنه بي محافظا بملامح هذا الوطن، فجاءت كلمات مولانا حفظه الله ورعاه داعية للحفاظ عليه وصونه والاحتفاظ به فقال بحروف تستحق أن تكتب بماء من عسجد: (لقد كان واضحا لدينا أن مفهوم التراث لا يتمثل بحسب بالقلاع والحصون والبيوت الأثرية والأشياء المادية، وإنما هو يتناول أساسا الموروث المعنوي من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها مما ينتقل من جيل إلى جيل، وأن المحافظة الحقيقية على التراث لن تتم ولن تكتمل إلا بعطاء كل مفردات هذا المفعوم حقها من الرعاية والعناية)، ومن هذه الكلمات سعينا جاهدين أن نحيط الموروث الثقافي العماني غير المادي إحاطة مرئية صوتية مكتوبة ونجمعها في تطبيق تقني يستطيع كل عماني بل كل العالم أن يطرقه وينهل من فيضه، فبدأت رحلة العمل بحثا عن ذلك الموروث بين مخطوطات وكتب قديم وأخرى حديثة، وتكون المادة مطروحة باللغتين العربية والانجليزية. مضيفة: إن الموروث الثقافي العماني غير المادي بدى مختلطا بالدم في عروقنا ورأيناه بمسماه جديرا أن يكون واقفا على باب جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية، وذلك لأنه خدمة نافعة يستفيد منها مجتمع المدرسة برمته، ويتعدى المدرسة للمجتمع المحلي والعالمي ليوصل لهم موروث عمان الثقافي الذي لا حدود له. بعد ذلك تم عرض فيلم تعريفي عن مدرسة وادي قريات ودورها في خدمة الطالب والمجتمع المحيط بها، عقبه بدأت جلسات الندوة والتي أدارتها الدكتورة بدرية النبهانية المدربة بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بوزارة التربية والتعليم، العضوة في جمعية دول مجلس التعاون للتاريخ والآثار والجمعية العمانية للتاريخ، وبمشاركة كل من: ناصر بن سالم الصوافي مدير دائرة التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث والثقافة، والدكتورة أحلا م بنت حمود الجهورية باحثة تاريخية بهيئة الوثائق والمخطوطات، والفنان اليوناني كوستس جرايفكس صاحب معرض فنون، وأزهر بن خلفان التوبي المدير المساعد بإدارة السياحة بمحافظة الداخلية، وعلياء بنت خميس اليزيدية صاحبة مطعم (هود هود) للأكلات العمانية، استهل الحوار مع ناصر الصوافي الذي تحدث عن الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، والتي تبنت تعريفا واضحا للتراث الثقافي غير المادي، حيث عرّفت التراث الثقافي غير المادي بأنه الممارسات وأشكال التعبير الثقافي والمعارف والتصورات وما يرتبط بها من قطع وصناعات وأماكن تعتبرها الجماعات جزءا من تراثهم الثقافي غير المادي الذي تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل، متطرقا إلى توصيف منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي التي وضعت مجموعة من المجالات التوصيفية للتراث الثقافي غير المادي كالفنون والمهرجانات والاحتفالات، والمهارات المرتبطة بالصناعات التقليدية، وقد صادقت السلطنة على هذه الاتفاقية في العام 2005م. علاقة وثيقة فيما استعرضت الدكتورة أحلام مضمون كتابها الذي تناول التراث الثقافي غير المادي، موضحة أن الإنتاج العماني في المؤلفات غزير جدا، وهذه المؤلفات تحمل بين طياتها ثقافة المجتمع في تلك الحقب الزمنية التي عاش فيها مؤلفو هذه الكتب، وهي بالتالي تعد إرثا للتراث الثقافي غير المادي والذي يبدو واضحا جليا من خلال المفردات التي يتم ذكرها في المؤلفات، وضربت مثلا كتاب بيان الشرع الذي يتضمن العديد من الفتاوى حيث تناولت الباحثة الجزء الثالث الذي يتضح فيه جليا اللباس والزينة للمرأة العمانية والتي كانت في القرن الخامس الهجري وما زالت حتى الآن، ووسائل الترفيه التي استخدمت في المجتمع العماني في تلك الحقبة الزمنية، ومصطلحات الطب الشعبي والأدوات التي استخدمت فيه، وكل هذه تعد إرثا ثقافيا غير مادي لهذا المجتمع. وتناول الفنان اليوناني كوستس جرايفكس في مداخلاته موضوع الفن وعلاقته بالتراث الثقافي غير المادي، موضحا ان التراث الثقافي غير المادي مرتبط ارتباطا وثيقا بالفن خاصة في سلطنة عمان، ووجوده في السلطنة هو بسبب الفن، حيث أن الفن موجود في كل بيت من البيوت العمانية، أما أزهر فقد تناول الاهتمام السياحي بالتراث الثقافي غير المادي من خلال الدور الذي تقوم به وزارة السياحة من خلال الجهود الترويجية التي تقوم بها للترويج للتراث العماني المادي وغير المادي، فهناك ارتباط وثيق بين هذين المفهومين كون السياحة تروج للسلطنة كوجهة سياحية متكاملة سواء كان تراثا ماديا أو غير مادي، وهناك العديد من المشاريع التي تعنى بها وزارة السياحة في التراث غير المادي من خلال تطعيم التراث المادي بالتراث غير المادي بإقامة الفعاليات المتنوعة كالفنون التقليدية والمعارض الفنية والصناعات الحرفية في المواقع التراثية. هود هود، علامة تجارية تعكس التراث غير المادي، عبرت علياء صاحبة مشروع المطعم التراثي الشعبي عن سبب تسمية المطعم بهذا الاسم قائلة ان (هود هود) اشارة استئذان للقادم قبل دخوله المنزل، وهي ليستشعر القادم أنه داخل لبيت عماني يوفر وجبات المطبخ العماني، وهي رسالة أن المطبخ العماني شامل لمختلف الأصناف، ويستمر الحوار في الندوة لتتناول مختلف جوانب التراث الثقافي غير المادي متنقلة بين ضيوفها الخمسة الذين أدلوا بما لديهم في هذا الإطار. تدشين التطبيق بعد ذلك تفضل سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية بتدشين تطبيق (مجد) الالكتروني الذي يتضمن مجموعة من النصوص المقتبسة من الكتب العمانية القديمة والحديثة ومن المخطوطات العمانية، ومدونات المستشرقين والرحالة والزوار الذين حط أرجلهم هذا البلد المعطاء، ويأتي التطبيق باللغتين العربية والانجليزية، واستلهم تصميمه من الخنجر العماني متمثلا في النصلة، وهو تطبيق تفاعلي واختمت فعاليات الندوة بتكريم المشاركين في الحوار، حيث قام راعي الندوة بتكريم المشاركين في جلسات الندوة، كما قم سعادته بتكريم اللجنة التنظيمية والجهات الداعمة.