أخبار محافظة الداخلية

مركز الاخبار

وفد من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس يزور تعليمية الداخلية

تاريخ نشر الخبر :20/12/2021

وفد من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس يزور تعليمية الداخلية

الكاتب والمصور : طالب بن علي الخياري

في اطار التعاون القائم  بين المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية ممثلا بدائرة التوجيه المهني والارشاد الطلابي وجامعة السلطان قابوس ممثلا بكلية  الآداب والعلوم الاجتماعية قام وفد من قسم الاثار مكونا من الاستاذ الدكتور ناصر بن سعيد الجهوري والدكتور محمد بن علي البلوشي والدكتور ناصر بن حمد الهنائي و يعقوب بن محمد البحري يعقوب الرحبي  بزيارة  لكل من مدرسة وادي قريات  و مدرسة بلعرب بن سلطان وكان في استقبالهم ورافقهم في الزيارة سيف بن حمد العبدلي المدير العام المساعد للتخطيط وتنمية الموارد البشرية وتقنية المعلومات ومحمد بن سيف المعولي مدير دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي والدكتور ناصر بن محمد العوفي الزيارة  تأتي للاطلاع على مشروع مجد بمدرسة وادي قريات الذي يعد من المبادرات المهتمة بالموروث العماني الثقافي اللامادي و الاطلاع على تجربة مدرسة بلعرب بن سلطان كونها أحد  المدارس المنتسبة لليونسكو وسوف يقوم الوفد الزائر بتقديم التغذية الراجعة للمشروعين من خلال تقديم الملاحظات و المقترحات التطويرية والتوضيح عن  دور اليونسكو في الحفاظ على التراث  والتراث المادي و دور القصة الشعبية في حفظ التراث اللامادي

المحطة الأولى للفريق الزائر كانت إلى مدرسة وادي قريات للتعليم الأساسي وكان في استقبالهم ليلى بنت محمد بن حميد الشكيلية مديرة المدرسة حيث تعرفوا عن قرب لتطبيق مجد من قبل مريم بنت حمد الريامية اخصائية توجيه مهني بالمدرسة وهو  عبارة عن تطبيق إلكتروني تقني بنظام الاندرويد ، يستعرض التراث الثقافي غير المادي عبر نصوص موجزة مقتبسة من بطون الكتب العمانية القديمة والحديثة ومن بطون المخطوطات وأدب الرحالة والمستشرقين والكتاب العرب المقيمين والزائرين والمصادر الشفهية مدعم بالصور ويعرض بالنسختين العربية والانجليزية بالإضافة إلى مزايا أخرى يقدمها التطبيق كمتجر مختص بمشاريع الشباب المطورة من الموروث الثقافي وقسم " كشتة "والذي من خلاله يتمكن الزائر للتطبيق من توثيق رحلته عبر رابط فيديو قصير مع وصف موجز  لأي معلم تراثي في عمان وعرض مقترحاته للتطوير والتنمية المستدامة / التطبيق تحت إشراف مدرسة وادي قريات للتعليم الأساسي (1- 10) وسيتم استخدامه كوسيلة تعليمية في أثناء تنفيذ بعض حصص المناهج الدراسية المختلفة  وذلك لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ مفهوم الهوية . كما سيعرض مجالات توظيف الموروث الثقافي غير المادي في الفن التشكيلي والتصوير الضوئي والقصة والمسرح والسينما وأدب الطفل والأغاني الشعبية والاقتصاد والسياحة أما المحطة الثانية فكانت وجهتهم إلى مدرسة بلعرب بن سلطان إحدى المدارس المنتسبة لليونسكو حيث كان في استقبالهم هلال الريامي مدير المدرسة ومساعده محمد بن عدي العبري وحمود بن عبدالله العدوي معلم لغة عربية بالمدرسة  حيث قدمت فرقة مدرسة بلعرب بن سلطان للفنون الشعبية وفرقة فرسان بلعرب والفرقة الكشفية بالمدرسة الى فقرات انشادية وفولكلورية رائعة كما استمعوا إلى فن العاري الذي أدرج في قائمة التراث العالمي بصوت طلبة المدرسة كما شاهدوا الألعاب الشعبية التي أحياها الطلبة بإتقان واستدامة بعدها زار الوفد واحة بهلا المقامة في قاعة خاصة بالمدرسة تحت مسمى القرية المستدامة ، والواحة تجسيد مصغر لواحة  بهلا التي أدرجت في قائمة التراث عام 1987والتي تحتوي على القلعة والسور والسوق التقليدي والصناعات التقليدية وقد شاهد الوفد في الواحة الطلبة وهم يحسدون بعض معاني الواحة مثل صناعة الفخار والنقش على الجلود والرسم عليها وكذلك اطلعوا على بعض الابتكارات العلمية، كما اطلع الوفد على مشروع المرشد السياحي الناشئ الذي يرشد السائحين إلى واحة بهلا باللغات الثلاث العربية والانحليزية واليابانية بالتعاون مع اللجنة الوطنية ، العمانية للتربية والثقافة والعلوم ووقفوا عند التطبيق الذكي في الهواتف المحمولة تحت مسمى حضارة عمان الذي يرشد السائحين إلى المواقع العمانية التي أدرجت في قائمة التراث العالمي كما استمتعوا إلى شرح مفصل عن التوأمة القائمة بين مدرسة بلعرب بن سلطان ومدارس بروناي حول اللغة العربية في المشروع الذي تبنته اللجنة العمانية لليونسكو.

اليونسكو والتراث المادي:

 

وحول الزيارة  قال الاستاذ الدكتور/ ناصر الجهوري: تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من بين المنظمات الدولية التي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي والتراث الطبيعي لشعوب العالم. وتكاد تكون هي المنظمة الأولى على مستوى العالم التي تدير وتنظم عملية حماية هذا التراث والحفاظ عليه من خلال سعيها الدائم إلى تشجيع دول العالم على حماية هذا التراث والحفاظ عليه، حيث قامت المنظمة بسن القوانين والتشريعات من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وخاصةً "اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي" التي اعتمدتها منظمة اليونسكو في عام 1972م، ووقعت عليها مجموعة من دول العالم، والتي أصبحت أول إطار تنظيمي وتشريعي لحماية التراث الثقافي والطبيعي في العالم. وعندما نتحدث عن التراث الثقافي المادي أو الملموس فقد عملت المنظمة على حمايته والحفاظ عليه من خلال عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تلزم الدول الأطراف الموقعة عليها حماية التراث المادي المتواجد على أراضيها. كما تعمل المنظمة من خلال لجنة التراث العالمي، التي تعتبر السلطنة حالياً عضواً فيها على إدراج المواقع الثقافية ضمن قائمة التراث العالمي، وإدراج المهدد منها في قائمة المواقع المعرضة للخطر. كما تتابع المنظمة الدول لضمان التزامها بحماية تراثها، وخاصة المدرج منها في قائمة التراث العالمي. وتقوم المنظمة أيضاً بجهود كبيرة في إعادة التراث الثقافي المنهوب إلى مواطنه الأصلية، خاصةً في حالة النزاع المسلح، وتناهض عملية الاتجار غير المشروع به. إضافةً إلى ذلك تقوم المنظمة بتوعية المجتمعات بأهمية التراث بأشكاله المختلفة من خلال برامجها المختلفة، وتطوير العلوم المرتبطة به.

 

التراث والهوية:

 

وقال أيضا: يرتبط التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي بمجموعة من القيم، فهناك القيم الاقتصادية، والرمزية، والروحية، والتعليمية، والفنية، وغيرها. ويعتبر التراث دعامة أساسية من دعائم الهوية الثقافية للشعوب والأمم، ورمز اعتزازها بشخصيتها الحضارية، فهو يربط حاضرها بماضيها، وتستمد من خلاله جذورها وأصالتها. لذلك فإن من بين القيم المهمة للتراث هي القيمة المرتبطة بالهوية، فالتراث هو جزء لا يتجزأ من عناصر الهوية الثقافية الوطنية، وحاضناً أساسياً ومكملاً لها، وهو ذاكرة الشعوب والأوطان، ويعبر عن قيم المجتمع وموروثه التاريخي الذي يميزه عن غيره من المجتمعات. فهناك علاقة كبيرة بين الهوية الثقافية وتراث الشعوب والأمم، فكلاهما عنصران مترابطان من عناصر الشخصية الوطنية، ويمثلان أحد الركائز التي تسهم في تحديد معالم الشخصية الوطنية الفردية والجماعية محلياً ودولياً. ويلعب التراث دوراً مهماً في الحفاظ على الخصوصية الثقافية للشعوب، فهي القناة الرئيسية الناقلة للموروث الثقافي بجوانبه المختلفة من جيل إلى جيلً آخر، وهو ما يشكل تعزيزاً للهوية الوطنية، وإذكاءً للشعور الخاص بها.

 كما تحدث الدكتور/ محمد بن علي البلوشي عن دور اليونسكو في حفظ التراث اللامادي، حيث أشار إلى أنه بالرغم من أن الاهتمام العالمي بهذا النوع من التراث جاء متأخرا إلا أنه يمكن القول بأن جهودا كبيرة بذلت في كثير من دول العالم ومن بينها سلطنة عمان للحفاظ على عناصره.. وقد لعبت المؤسسات التربوية وعلى رأسها المدرسة في التوعية بأهمية هذا التراث وفي ربطه بالهوية والمواطنة والانتماء. ولذلك فإنه يتعين علينا اليوم دعم هذه المؤسسات التربوية وإثراء مناهجها الدراسية بكل ما هو جديد من نظريات وتطبيقات ترسخ أهمية التراث اللامادي في أرواح وأفئدة الأجيال الجديدة.

 من جهته نوه  الدكتور/ ناصر الهنائي : يعتبر التراث الشعبي أحد المكونات الرئيسة للتراث غير المادي حيث يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل. ولقد مر تعريف مفهوم التراث الشعبي بمراحل عديدة ، حيث تم بحثه والتطرق إليه من قبل العديد من المؤسسات الدولية والباحثين العالميين ، وهنا تأتي أهمية  الحكايات والاساطير المرتبطة بالأمكنة والعناصر المادية للتراث الحضاري والطبيعي. حيث بدأ الاهتمام بهذا الجانب من قبل المنظمات العالمية كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). انعكس هذا الاهتمام من خلال تنظيم المؤتمرات العالمية حول التراث المروي أو المنطوق ، والذي نتج عنه عدد من المواثيق العالمية حول التراث المنطوق او المروي والتي اعتنت بتعريف ماهية هذا النوع من التراث وتحديد العناصر والقيم العالمية التي تستوجب عليه إدراج مختلف أنواعه ذات القيمة العالمية تحت نطاق التراث العالمي.

هذا الاهتمام العالمي بالحكاية والاسطورة من قبل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ، لم يكن بمعزل عن واقع الاهتمام به من قبل الأسواق السياحية في مختلف الوجهات السياحية ، حيث اشار العديد من الباحثين في هذا المجال إلى أهمية هذا الفن لصناعة السياحة بشكل عام ، وإلى رغبة الأسواق السياحية في هذه الفن التراثي. ان أهمية الحكاية والاسطورة في قطاع السياحة لا تقتصر فقط على تجارب الزوار ، ولكن يمكن أن يكون لها استخدامات تسويقية ايضاً.

وتعتبر الحكايات الشعبية جزء هام من موروث ثقافة سلطنة عمان والتي تسجل أبدع صور التواصل بين الأنسان وبيئته المحيطة بمكوناتها الفريدة المتنوعة. من هذا المنطلق، تأني أهمية توثيق الحكايات الشعبية كواحدة من أهم مكونات الثقافة العمانية وكخطوة بالغة الأهمية في حماية السلطنة لتراثها الشعبي. وفي السلطنة تنبهت الاستراتيجية السياحية العمانية 2040 لأهمية المنتج الثقافي في التجربة السياحية، فشرعت في صياغة ما يزيد عن 15 تجربة سياحية عمانية أصيلة ، منها ما هو قائم على المنتجات الثقافية غير المادية كالفنون والآداب لاسيما تلكم المرتبطة بالمقومات الثقافية المادية المعروفة سياحيا او تلك التي يمكن تطويرها كمواقع سياحية.