الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

المسرح المدرسي ودوره في تنمية، وصقل مهارات، وقدرات متعددة لدى طلبة المدارس.

تاريخ نشر الخبر :18/05/2024

للمسرح المدرسي أهمية كبيرة في إثراء العملية التعليمية، وإكساب الطلبة الثقة بالنفس، وتطوير جوانبهمالشخصية، والقدرة على التحدث، والتعبير أمام الجمهور بكل ثقة وجرأة، كما سيكسبهم مهارات عدة: كالعمل الجماعي، والاحترام المتبادل، والتعاون، والتعبير عن أحاسيسهم، وأفكارهم من خلال التمثيل، هذا إلى جانب تشجيعهم على الابتكار، والإبداع، والتفكير خارج الصندوق. 

التقينا بعدد من الأكاديميين، والفنانين، والمختصين في مجال المسرح، والحديث معهم عن مفهوم المسرح المدرسي، وأهمية وجوده في المناهج التعليمية، وكيف يمكن تطويرالمسرح المدرسي، ومهرجان المسرح المدرسي في سلطنةعمان؟

فعرفت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية الباحثة في مسرح الطفل المسرح المدرسي بقولها: المسرح المدرسي هوفن، أو نوع، أو شكل مسرحي مستقل بذاته، ولهخصائصه، وأهدافه التي تميزه عن الأشكال والأنواعالمسرحية الأخرى.

وأضافت: يمكن تعريف المسرح المدرسي في سلطنة عُمانعلى أنه: كل العروض، والأنشطة المسرحية التي تقدم غالبًاداخل المدارس، والذي يستهدف الجمهور من طلبة المدارسبمختلف مراحلهم التعليمية، وقد يحضر هذه العروضالمسرحية المدرسية أيضًا أولياء أمور الطلبة في بعضالمناسبات والاحتفالات المدرسية، وتقدم هذه الأنشطةالمسرحية تحت إشراف المعلمين. 

وتطرقت في حديثها عن أهمية وجود المسرح في المناهج التعليمية، فقالت: أغلب الدول المتقدمة التي لديها مسارحمتطورة، ومحترفة نجدها تنطلق من تعليم المسرح فيالمدارس، وإدراج مقرره ضمن المنهاج الدراسي، وعدمالاكتفاء بتقديم بعض الأنشطة المسرحية المتفرقة فقط، بليتم تعليم مقرره، ومقررات الفنون، والتربية الفنية لطلبةالمدارس منذ المرحلة الابتدائية، إذ يسهم هذا في توعيةالأطفال، وطلبة المدارس حول الثقافة المسرحية، وأهميةالمسرح، والفنون بشكل عام. 

وأشارت الدكتورة كاملة الهنائية إلى عدد من النقاط التي ستسهم في تطوير المسرح المدرسي، منها: تأهيل المعلمينالمشرفين على المسرح المدرسي، والقائمين على الأنشطةالمسرحية في المدارس ليكونوا متخصصين؛ لتوظيفالمسرح المدرسي بما يخدم الطلبة، ويحقق أهدافه، والعملية التعليمية، وإدراج مقرر المسرح أو الدراما ضمنمقررات المنهاج الدراسي، والاستمرارية في تنظيم مهرجانالمسرح المدرسي بشكل سنوي وعدم التوقف، وتقديم الدعماللازم لاستمراريته، لضمان تراكم التجارب، والخبرات، وضمان تطور هذا المهرجان بما يضمن تحقيق الأهداف منتنظيمه، فالمتابع والمراقب لهذا المهرجان سيلاحظ هذا التطور خلال دوراته المتعاقبة، وتحقيق أهدافه.

وشارك في الحديث عن المسرح المدرسي الكاتب نعيم بن فتح بيت نور بقوله: يعد المسرح المدرسي أحد أهم الأنشطةالمدرسية التي تُرسخ القيم الوطنية، والسلوكيات والأخلاق الحميدة في نفوس الطلبة، وتطور الجوانب، والحاجاتالأساسية لديهم: كالجوانب التعليمية، والتربوية، والنفسية،والحياتية، وتتعزز كذلك شخصياتهم، وقدراتهم علىالتعبير، والمواجهة، وحل بعض المشكلات التي تواجههمفي حياتهم العلمية، والحياتية من خلال التجسيد، وتقمصالأدوار من خلال الوقوف على خشبة المسرح المدرسي. 

وبين نعيم في حديثه عن الآليات، والطرق التي يجب العملعليها في مسرحة المناهج الدراسية: كإضافة مادة المسرحفي هذه المناهج، أو تخصيص قناة تلفزيونية، أو مجلة، أوحتى تخصيص بعض صفحات من الصحف اليومية لمسرحالطفل، أو الاكثار من المهرجانات، والإصدارات المسرحيةالخاصة بالطفل، وعمل حلقات عمل تدريبية مختلفة، والتيتجعل الطالب نفسه من يقوم بإعداد هذهِ النصوصالمسرحية، والتي تحول الدروس التعليمية لمسرح تفاعلي.

كما أشار إلى أهم النقاط التي تساعد في استمرار، وتطوير مهرجان المسرح المدرسي قائلا: الاستعانة بالكوادرالتعليمية، والمميزة، والتي لها علاقة بالمسرح المدرسيلكونهم الأقرب للطلبة من غيرهم، والاستعداد لإقامةالمهرجان المسرحي بوقت كاف؛ حتى تكون مختلفالمديريات التعليمية مستعدة بوقت كاف، وتكون هناكحلقات تدريبية، وتعليمية لهؤلاء الطلبة، وكذلك الاستفادة منالمبدعين من كوادر التربية والتعليم، وتنقلهم بين مختلفالمديريات التعليمية بالمحافظات مما يكون له الأثر الكبيرعلى المسرح المدرسي، والابداع لطلبة المسرح. 

وقال الفنان طالب بن محمد البلوشي: المسرح المدرسي مسرح ذات خصوصية تربوية تعليمية، ويجب أن يتناولشقي الاشتغال، والنصوص المتناولة في إطار التربيةوالتعليم، كما يجب على القائمين عليه انتقاء ما يخدم هذهالرسالة، وإطار محتواها أدبيا، وأشار في حديثه إلى مسرحة المناهج بقوله: وجود مادة المسرح ضرورية جدا، والتي تتضمن عددا من الموضوعات: المسرح تاريخا،وثقافة، واشتغالا، وفرز فوائده، وأهميته مع التأكيد على التخصص، وبناء مسارح لإقامة المهرجانات الخاصة بالمسرح المدرسي، وتوفير دورات للمعلمين لتطوير تقنياتالعمل، وثقافة الإخراج، والتعاون مع المشتغلين في المسرح بسلطنة عمان. 

وتحدث الدكتور محمد بن سيف الحبسي أستاذ المسرح بجامعة السلطان قابوس عن المسرح المدرسي بقوله: المسرحالمدرسي مدرسة أكاديمية نتعلم منها الكثير من القيمالتربوية، والتعليمية، ومن المهم جدا ربط المسرح بالمناهج التعليمية لمساهمته في تسهيل العملية التدريسية كأحدمناهج، وطرق التدريس، وتعليم الطالب الكثير من المهاراتالتعليمية، والحياتية؛ وبالتالي يجب ان تكون هناكإرشادات في كيفية التعامل مع مسرحة المناهج، والعملعلى تطبيقها سواء المبتكرة منها، أو النماذج، ويمكن تطوير المسرح المدرسي من خلال الإدراك بأهميته، وتقديم كلما يساهم في تسهيل تحقيق أهدافه، والاستمرارية علىإبراز اهم نتائجه للمجتمع. 

وتتطرق قاسم بن سالم الريامي أخصائي نشاط مسرحيأول بإدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة الداخليةإلى أهمية المسرح المدرسي قائلا: المسرح المدرسي هوالنواة الأساسية لتكوين الشخصية المسرحية، ولرفد الساحةالمسرحية بالمواهب المبدعة، وهناك يكون التأسيس الحقيقيلكوكبة من المسرحيين المبدعين في كل المجالات المسرحيةبدء بالتأليف، والتمثيل، والإخراج، والسينوغرافيا المسرحية،والديكور، والأزياء، والمؤثرات الموسيقية. 

ويرى قاسم الريامي من الأهمية وجود مادة المسرح فيمناهجنا التعليمية، إذ ستعمل على تطوير القدراتالشخصية، والنفسية لدى الطالب كما أنها ستكسبه الثقةبالنفس من خلال الوقوف على خشبة المسرح، ومواجهةالجمهور، ولتحقيق ذلك لابد من تخصيص حصتين إلىثلاث حصص لمادة المسرح لتكون مادة أساسية، ويتم وضعلها دروس محددة تحمل مواضيع محددة: مثل أهميةالمسرح في الحياة، ودور المسرح في صقل الشخصيةوالتأليف المسرحي، وأوجه الربط بين المسرح اليوناني،والمسرح العربي، والصدق والإحساس في المسرح، وكيفية صناعة سينوغرافيا تناسب سير النص؛ لذلك من المهم وضعاستراتيجية للمسرح المدرسي تتضمن توظيف أخصائيالمسارح في المدارس، وبناء قاعات للمسرح في المدارس،وتوفير موازنات مالية لأعمال مسرحية مدرسية تقدم سنويا.