ليس بالضرورة أن يكون كل معلم مثقف، فبعض المعلمين يرى أن إلمامه بالمادة التي يقوم بتدريسها تعني أنه مثقف، لكن ليس بالضرورة أن يكون كذلك، إن إلمام المعلم بالمنهج الذي يقوم بتدريسه يعتبر إلمام علمي متخصص، لكن إن تمت تغذية هذه الحصيلة العلمية، وتدعيمها بالمعلومات الحديثة فهذا يجعل المعلم بالفعل معلما ملما ومثقفا.
إن مواكبة آخر التطورات العلمية باستمرار سواء المرافقة لمادة علمية متخصص فيها المعلم أو أي حدث آخر، يعتبر تثقيفا بحد ذاته، للأسف أن ظاهرة عزوف بعض المعلمين عن تثقيف أنفسهم يشكل إشكالية في الحقل التربوي، فالعالم في تغير سريع ومواكبة التطور والتقدم الذي يشهده العالم واجب وطني، إذ أن المعلومة لها دور كبير في خلق مسارات إبداعية متعددة ومثمرة على نفسية الطالب، وكم من طلاب تخصصوا بعد تخرجهم في تخصصات بعينها دون الأخرى، لأنهم أحبوا معلومة ذكرها المعلم ذات يوم على مسامعهم حببتهم في تلك المادة، لذا أتى التخصص مرادف لتلك المادة، وكم من طلبة لم يجيدوا في دراستهم وكرهوا بعض المواد الدراسية بسبب الرتابة والملل والروتين الذي كان يمارسه المعلم في غرفة الصف أثناء تقديمه للمادة العلمية لطلابه.
أن المادة العلمية التي كتبت وتمت طباعتها وحفظها في الكتب تظل لفترة طويلة مخزنة في هذه الكتب، ودور المعلم يأتي هنا كدور محوري في تغذية هذه المادة بالجديد وآخر التطورات الحديثة التي رافقت تلك المادة، إن تذمر بعض المعلمين من عدم وجود الوقت الكافي وكثرة الأعباء وغيرها من الأعذار تشكل بمرور الزمن حاجزا نفسيا أمام المعلم، حتى وإن أراد المعلم في المستقبل تثقيف نفسه، فستظهر له هذه العقدة القديمة كحاجز يقف بينه وبين ما يريد تحقيقه، وتظل الحاجة ملحة للثقافة.
إن طلابنا بحاجة إلى تلك الدافعية التي تحببهم في العلم لا التي تنفرهم منه، وتقع المسؤولية على عاتق المعلم سواء في تثقيف نفسه أو حث طلابه على القراءة والإطلاع، إن إخراج جيل مسلح بالعلم واجب وطني يجب علينا جميعا تحمل مسؤوليته.
عزيزة بنت راشد البلوشية، رسالة التربية، العدد 26، وزارة التربية والتعليم.