أنت قبل كل شيء
من ضمن طبائع الإنسان صغيرا كان أم كبيرا أنه لايجد الراحة إلى مستقبل حديثه ما لم يكن له نصيب من مودة في قلبه . وإن كان هناك من ينبغي أن تزرع المودة في قلبه قبل أن تتحدث إليه فهو الطالب ، فكثيرا من المعلمين يستقبلون طلابهم في أول حصة دراسية ليسمعوهم قائمة من اللوائح التنظيمية الخاصة بالمعلم في حصته، خاصة للذين لا يبدون تجاوبا مع المعلم،متخذا المعلم من تلك النظرة التربوية التي تأمر المعلم أن يبدأ صارما حازما جاد، متغافلا عن الحزم الذي تعنيه تلك النظرة، والمكان والوقت الذي ينبغي له أن يكون بهما .
أخي المعلم
لا تثقل على طلابك من أول لقاء لك بهم ، بل استقبلهم وأنت باسط ذراعيك لهم مستمعا إليهم أكثر من استماعهم إليك، متحدثين إليك أكثر من تحدثك إليهم، لا تشعرهم أن هناك قائمة من العقوبات تنتظر المقصر منهم وأن كانت هناك من الأدوات ما يمكن بها معاقبة المسيء منهم، بل انظر إلى الجانب المشرق في نفوسهم، واسع بهم إليهم من الجانب المتجدد والمتحفز ، ألق عليهم قائمة الإثابة لمن يعمل جيدا ويصنع جميلا، وتغاضى عن عن ذكر العقاب، اجعلهم يستنبطون الضد بالضد بأنفسهم،أخي المعلم اجعل الحسنة هي الأساس، حببهم فيك قبل أن تحببهم في مادتك، لا تبدأ" إن استطعت" في دروس المادة قبل أن تجدهم متحفزين إليك متشوقين لما ستجود به عليهم من علم نافع .
أخي المعلم / أختي المعلمة
آن الآوان لنتجاوز دور المعلم المعلم إلى المعلم الصديق والأخ والأب والمعلمة الأخت والصديقة والأم، وفي كل موقف بما يلائم نكون به معهم، فالرسالة التي تحملونها رسالة مقدسة عرضها السموات والأرض لاتكتمل في أدائها إلا بحسن المعاملة، وفقكم الله جميعا في أداء أمانتكم هذه. إبراهيم بن عبدالله السالمي - رسالة التربية، العدد21،ص117 - وزارة التربية والتعليم .