وزارة التربية والتعليم

البوابة التعليمية قلب التعليم النابض

كلمة معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية

وزيرة التربية والتعليم بمناسبة بدء العام الدراسي 2021/2022م

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،، 

الإخوة والأخوات

أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية والإشرافية

أبناءنا الطلبة والطالبات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

يُشرق على أبنائنا الطلبةِ والطالبات صباح يومِ غد ضياءُ يومٍ جديدٍ واعدٍ محملٍ بالأمل، يستقبلون فيه عاما دراسيا حافلا بالهمة والنشاط للمشاركة في بناء هذا الوطن ورفعة شأنه.

وبهذه المناسبة يشرفني أن أرفع إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- باسم أبنائه الطلبة والطالبات وجميع منتسبي وزارة التربية والتعليم أجلّ عبارات الشكر والتقدير وأسماها على رعايته الكريمة للمسيرة التربوية.

كما يسعدني أن أهنئ أبناءنا الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات والهيئتين الإدارية والإشرافية بهذه المناسبة الطيبة، متمنية لهم دوام التوفيق والنجاح.

 

الإخوة والأخوات

المعلمون والمعلمات

يشهد هذا العامُ الدراسي 2021/2022م انطلاقةً متجددةً نحو الإجادة والتطوير، إذ سعت الوزارة إلى تحقيق العودة التدريجية الآمنة لأبنائنا الطلبة والطالبات لمقاعد الدراسة في ظل مستجدات جائحة كورونا كوفيد 19، واضعين سلامتهم وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية نصب اهتمامنا.

 

وتحقيقا لذلك فقد تم استكمال كافة الوثائق المرجعية المرتبطة بالعودة إلى الدراسة، ومنها الإطار العام لتشغيل مدارس السلطنة بما في ذلك وثيقة الإجراءات الصحية في البيئة المدرسية.

وتماشيا مع خطة التعافي من الجائحة، وبناء على المؤشرات الصحية الإيجابية قامت الوزارة بتطوير المناهج الدراسية ونظام التقويم التربوي؛ لتقديم تعليم متوازن ومتكامل لمعالجة الفاقد التعليمي من المعارف والمهارات التي لم يتمكن الطلاب من اكتسابها خلال العامين الدراسيين المنصرمين.

 

الإخوة والأخوات

في إطار الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد 19، وبالتعاون مع وزارة الصحة تم بحمد الله الانتهاء من تطعيم نسبة عالية من الهيئات التدريسية والإدارية والإشرافية والعاملين بالمدارس، وكذلك تطعيم الفئة المستهدفة من الطلاب من عمر 12 عاما فما فوق، والوزارة مستمرة في حملة التطعيم بالتنسيق مع وزارة الصحة.

مؤكدين مواصلة الجهود في تقييم نظام تشغيل المدارس بالتنسيق مع اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كوفيد 19 بما يتفق ومستجدات الوضع الوبائي في السلطنة؛ ضمانا لسلامة أبنائنا الطلبة والطالبات والهيئات التدريسية والإدارية والوظائف المرتبطة بها.

 

الإخوة والأخوات

المعلمون والمعلمات

لقد شهد العام الدراسي الحالي تعيين مجموعة من زملائكم المعلمين؛ ليشاركوا في أداء الرسالة التربوية معكم، إذ تم تعيين ما يقارب أربعة آلاف معلم ومعلمة في التخصصات التربوية المختلفة، بالإضافة إلى تعيين أربعمائة موظف في الوظائف المساندة المرتبطة بالهيئة التدريسية.

وإذ نرحب بالزملاء المعلمين والمعلمات من العمانيين وأشقائنا من الدول العربية وكافة المنضمين إلى قطاعات الوزارة المختلفة، فإننا ندعوهم إلى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والإخلاص في عملهم، والسعي للارتقاء بمستويات أداء مدارسهم.

 مؤكدين حرصنا على الاستمرار في تقديم  حزمة من البرامج التدريبية التخصصية والمهنية المتنوعة التي تؤهلهم لتجويد أدائهم بشكل مستمر.

 

الإخوة الأخوات

 سيشهد قطاع التعليم هذا العام تدشين رؤية جديدة للإشراف التربوي تهدف إلى تعزيز محورية المدارس في تطوير أدائها، وتحمل مسؤولية متابعة الموارد البشرية ورعايتها،
مع تقديم الدعم والمساندة للمدارس من قبل الفرق الإشرافية، كما ستستمر الوزارة
في تفريع مواد العلوم، وتطبيق سلاسل
العلوم والرياضيات في الصف العاشر،


وتدريس مقرر ريادة الأعمال ضمن مادة المهارات الحياتية في ذات الصف؛ من أجل غرس ثقافة العمل والريادة لدى الطلبة والطالبات، وإكسابهم مجموعة واسعة من المعارف والمهارات والخبرات والقيم والاتجاهات الإيجابية التي تهيئهم لدخول سوق العمل بثقة واقتدار.

 

الإخوة والأخوات

انطلاقا من التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه– بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لتطبيق التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي بما يتوافق مع متطلبات سوق
العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية للوظائف والمهن المختلفة،


تعمل الوزارة حاليا على تحديد الاحتياجات اللازمة لتطبيق المشروع ودراسة متطلباته، وعلى تأسيس الشراكات اللازمة مع القطاعات المختلفة في السلطنة، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال، كما ستشمل هذه الشراكة عقد
لقاءات مع الهيئتين التدريسية والإشرافية وأبنائنا الطلبة والطالبات؛ لتوضيح منهجية الوزارة ورؤيتها المستقبلية في هذا المجال، والاستفادة من رؤاهم ومقترحاتهم.

 

الإخوة والأخوات

لقد اتجهت الأنظمة التعليمية في معظم الدول إلى تشخيص الفاقد التعليمي، ووضع خطط لتحسين نواتج التعلم، وإعداد برامج تعليمية مساندة للطلبة الذين فقدوا بعض المهارات والمعارف الأساسية والمهمة.

 وفي هذا الإطار نفذت الوزارة ندوة "فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا: آثاره وطرق معالجته" بشراكة مع الحقل التربوي والمجتمع، وقد أسهمت مخرجاتها في إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة الفاقد التعليمي، وتمكين المعلمين وإدارات المدارس والمشرفين من إيجاد حزمة من البدائل لتخفيف هذا الفاقد ومعالجة آثاره وفق خطط  تربوية وتعليمية مقننة.

 

الإخوة والأخوات

نثمن الجهود المخلصة التي بذلتموها خلال العام الدراسي المنصرم في التجاوب مع معطيات جائحة كورونا، وحرصكم بكل عزيمة وإصرار على مواصلة تعليم أبنائكم الطلبة والطالبات بالوسائط والطرائق المختلفة.

وحفاظا على المكتسبات التربوية التي تحققت خلال العامين الماضيين فإن الوزارة مستمرة في تجويد منظومة التعليم الإلكتروني والتوسع فيه وتطويره؛ حيث سيشهد هذا العام إدخال المزيد من الأنظمة التقنية لتعزيز تعلم


الطلبة على مستوى المدارس، والتي ستشمل بث دروس تعليمية، وتجهيز استوديوهات تصميم المحتوى التعليمي في عدد من المديريات التعليمية، والاستمرار في تنفيذ مشروع رقمنة المناهج بما يسمح بتوظيف هذه المحتويات في المنصات التعليمية، بالإضافة إلى البث التلفزيوني للدروس.

 

أبنائي الطلاب... بناتي الطالبات

إننا إذ نفخر بمستوى التقدم الذي حققتموه في الأعوام الدراسية الماضية في المجالات التربوية والعلمية المختلفة، إلا أن المرحلة القادمة تتطلب منكم الاستمرار في مضاعفة الجهود، والعمل على تنمية مواهبكم وقدراتكم، وصقل مهاراتكم في المجالات المختلفة؛ للوصول إلى التنافسية العالمية بما يواكب أهداف رؤية عمان 2040.

 

الآباء والأمهات

لقد شهدنا في العام الدراسي المنصرم جهودا وعطاءات مخلصة بذلتموها مع المدارس تستحق الإشادة والتقدير، فقد كان لتفاعلكم الإيجابي مع المنصات التعليمية الإلكترونية، وحرصكم على تلقي أبنائكم تعليمهم - رغم التحديات التي واجهتكم- الأثر الواضح في تحقيق أهداف التعليم بالسلطنة وتطلعاته.

واستمرارا لسير العمل التربوي بسلاسة فإننا نأمل منكم مواصلة تلك الجهود، والحرص على إرشاد أبنائكم نحو الاستفادة مما تقدمه مدارسهم من بدائل تقنية لتعزيز تعلمهم، كما نأمل توجيههم باتخاذ التدابير الاحترازية الواردة في وثيقة الإجراءات الصحية في البيئة المدرسية ضمانا لسلامتهم وصحتهم.

 

الإخوة والأخوات

إننا عازمون أن نجعل عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة عودة آمنة في بيئة تعلّمية تراعي متطلبات الوضع الراهن، والسير قدما نحو تطوير المسيرة التربوية، والنهوض بالمستويات التحصيلية لأبنائنا الطلبة والطالبات، من خلال تبني برامج وأنشطة تجعل التعليم أكثر مواءمة لاحتياجات المستقبل، ولمتطلبات سوق العمل، وتسعى إلى تمكينهم من كفايات القرن الحادي والعشرين.

 

وختاما أسأل الله العلي القدير أن يكون العام الدراسي الجديد عاما حافلا بالعزيمة والإنجاز، وأن يوفقنا جميعا لخدمة هذا البلد العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.   

وكل عام وأنتم بخير،،

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




شارك بهذه الصفحة :